الاثنين، 22 أكتوبر 2012

كيمياء المشاعر!!!

 
كيمياء المشاعر ..
إن الغوص في أعماق المخ البشري وسبر أغواره يجري الآن على نحو لم يتخيله أحد قبل عقدين من الزمن. لقد نجح العلماء إلى حد كبير في اكتشاف الأسس العصبية للتعلم, واكتشفوا آليات الذاكرة وكيفية تخزين المعلومات في تلافيف المخ, واكتشفوا كيفية إحساس المرء بالمكان والاتجاهات, مثلما اكتشفوا كيمياء الحب والحزن والخوف, وهي كلها اكتشافات تعد بالتغلب على عدد كبير جدا من الأمراض العصبية التي تتعلق بالذاكرة والاتزان والاضطرابات النفسية والعقلية. ومع أن ا
لتوصل إلى كيفية انبثاق العقل الواعي من ذلك المخ المادي يبدو حتى هذه اللحظة حلمًا بعيد المنال, فإن العلماء يجمعون على أن ما تشهده علوم الأعصاب حاليًا إنما هو ثورة علمية حقيقية, وإن تكن ثورة حبيسة غير قادرة على التعبير عن نفسها, وذلك لأن البحث المكثف على مدى السنوات الأخيرة أسفر عن فيض - بل فيضان هائل - من المعلومات, ولايزال المزيد من التفاصيل يتكشف مع مطلع كل يوم جديد, وهو أمر سار وطيب, إلا أنه من ناحية أخرى حرم العلماء من أي فرصة لالتقاط الأنفاس وحال بينهم وبين الجلوس في هدوء لتحليل ما توصلوا إليه. ويمكن تشبيه موقف علماء الأعصاب حاليا بشخص قرب عينيه من لوحة فنية, فرأى ضربات الفرشاة والخطوط الدقيقة وحبيبات اللون, لكن رؤيته للوحة لا تكتمل إلا إذا تراجع قليلا للوراء وألقى نظرة شاملة عليها. ولقد اقترب العلماء جدا من المخ وغاصوا في ثناياه وغرسوا أقطاب أجهزتهم في خلاياه, لكن النظرية الشاملة سوف تتشكل فقط عندما يجمع العلم أشتات هذه التفاصيل في صورة ذات معنى. إن التشبيه الشائع للمخ هو أنه مثل الكمبيوتر, لكن الاستنتاج الواضح بعد التطور الكبير في علوم الأعصاب هو أننا يجب أن نودع إلى غير رجعة مثل هذه التشبيهات المفرطة في تبسيطها, فكل الاكتشافات الحديثة تؤكد ما يغيب كثيرًا عن أذهاننا, وهو أن صانع الكمبيوتر - أي مخ الإنسان - لابد أن يكون أعظم من صنعته وأكثر كفاءة وإحكاما.

الشوكولاته.. والحب!

أثبتت التجارب العلمية أنه في لحظات الحب تقوم خلايا معينة بالمخ بإفراز مادة كيميائية تسمى (فينيل إيثيل أمين). ومع أن هذا الاسم يخلو من الرومانسية فإن العلماء أطلقوا على تلك المادة اسم (عقار الحب), لأن حقنها في دماء الشخص يؤدي إلى النتائج نفسها التي يحدثها تلاقي أعين المحبين أو تلامس أيديهم. وهذه المادة قريبة الشبه من مركبات الأمفيتامين ويؤدي تأثيرها إلى الشعور بالأمان والرضا والتفاؤل, وكل المشاعر التي تنتابنا في لحظات الحب. الطريف هو أن الشوكولاته تحتوي على نسب ملحوظة من هذه المادة, الأمر الذي رأى فيه البعض تفسيرا لولع الفتيات بالشوكولاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق